يقولون بكتب السير أن ملوك وإمراء العرب عطاياهم كثيرة وشملت كل من هب ودب وكانوا يحفظون الجميل لمن صنعه, ولكن قصتنا هذه تظهر كيف كان العطاء , وكيف كان رد الجميل العربي كما تظهر لنا شيمة من الشيم العربية الأصيلة
أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر , يفتخر به على العرب , ويفاخر به أمام الفرس , حيث أن ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر
ووقع اختيار النعمان على مهندسا اسمه سنمار لتصميم وبناء هذا القصر , وزعموا أن سنمار هذا كان رجلاً رومياً مبدعاً في البناء .
استدعى النعمان هذا البناء أو المهندس وكلفه ببناء قصر ليس له مثيل , يليق بملك الفرس والذي سينزل فيه.
سنمار هذا طارت به أحلامه وآماله في عطية ملك العرب بعد أن يبني له القصر الأعجوبة .
و استغرق سنمار في بناء هذا القصر عشرون سنة ,
انتهى سنمار من بناء القصر على أتم ما يكون وأطلقوا عليه اسم الخورنق , وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه . انتهى سنمار من بناء القصر , ثم جاء النعمان ليعاين البناء.
استعرض النعمان القصر وطاف بأرجائه , ثم بعد محادثة قصيرة مع سنمار , أمر رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر فسقط سنمار جثة هامدة بلا حراك
مات سنمار .ولكن
ما هذا الحوار الذي انتهى بقتل سنمار ؟
يزعم كتاب السير أن سنمار قال للنعمان ( أما والله لو شئت حين بنيته جعلته يدور مع الشمس حيث دارت . فسأله النعمان : إنك لتحسن أن تبني أجمل من هذا ؟ ثم أمر برميه من أعلى القصر )
ويقولون أن سنمار قال له : إني أعرف موضع آجرة-يعني حجرة أو طوبة - لو زالت انقض القصر من أساسه ! فقال له : أيعرفها أحد غيرك ؟ قال : لا . قال : لأدعنها وما يعرفها أحد فأمر به فقذف به من أعلى القصر فمات
وأياً كان السبب فهذا هو جزاء المعروف عند ملك العرب , ومن يومها ضربت مثلاً يقولون جزاء سنمار .