الرئيسية
اللفت . وفى هذه الاثناء وهو يفلح الارض ويغنى ، اقترب منه دب يجول
فى الغابة ، قال له : كيف تجرؤ ان تأتى الى هنا ، ايها الرجل العجوز
لتضايقنى ؟ سوف ادفعك الثمن .
رد العجوز : ارجوك ايها الدب العزيز ، لا تضرنى ، الافضل تعال معى
نغرس بذور اللفت ، وانا سوف آخذ لنفسى الجذور فقط ، ولك السيقان
والاوراق . وافق الدب .
مرت الايام . وسطع ضوء الشمس ونزل المطر ، ونمت السيقان وجذور
اللفت ، ثم جاء فصل الخريف وكبرت جذور اللفت .
اخذ الرجل العجوز يقتلع نبات اللفت ، ووقف الدب يتأمل قائلا : ايها
الرجل العجوز ، فلتعطنى نصيبى !
- وهو كذلك ، ايها الدب العزيز ، خذ ما اتفقنا عليه : لك السيقان وانا
الجذور .
اخذ الدب يقسم المحصول وهو سعيد : سوف آخذ لنفسى السيقان ،
واعى جذور اللفت للعجوز . حمل الرجل العجوز جذور اللفت على
العربة واوصلها البيت ، اما الدب فأخذ ورقة من الساق وقضمها بين
اسنانه ليتذوق طعمها . وجدها سيئة الطعم والقاها على الارض من
الضيق .
مرت الايام ، وفى عام اخر ذهب العجوز الى الغابة ليغرس حبوب القمح ،
وعندما عاد ليحصده وجد الدب فى انتظاره . نظر اليه قائلا : الان جاء
دورى ، ايها الرجل العجوز ، فلا تخدعنى هذه المرة ! اعطنى نصيبى والا
سأدفعك الثمن . سأله الرجل العجوز :
- ماذا ستأخذ لنفسك ايها الدب العزيز ؟
- اعطنى ، هذه المرة ، الجذور وانت السيقان !
اخذ الرجل سيقان القمح وابقى الجذور للدب . اقتلعها واوصلها الى
البيت . مضغ الدب الجذور فى فمه ووجدها سيئة الطعم . غضب الدب
من الرجل العجوز ، وتولدت العداوة من الدب للرجل العجوز منذ ذلك
الحين .
