الرئيسية
يوفر كل ما يستطيع ليتمكن ابنه الوحيد مجدى من
اكمال دراسته . وكلما تكاسل مجدى عن الذهاب للمدرسة ،
قال له والده :
(( الدراسة قد تكون صعبة يا ولدى مجدى ، لكن الاصعب
ان تمارس الفلاحة معى وانت غير مستعد لها . انا اعمل
ليلا ونهارا كى اوفر مالا لتكون انت قادرا على اكمال
دراستك . اريدك ان تصبح مهندسا زراعيا ، كى لتعالج الارض
اذا مرضت ، او ان تكون طبيبا لتداوى اهل قريتك اذا
اصابهم السقم . ذاكر يا ولدى ، فمن جد وجد ))
ذات نهار ، نام الفلاح شوقى ، ونسى ان يقطع المياه عن
حقل الطماطم . وحين استيقظ اكتشف ان الثمار الحمراء
الناضجة التى وجب قطفها ووضعها فى الاقفاص ، لم تكن
كلها صالحة ..
قال شوقى لنفسه : (( لن يضير المشترى ان يجد ثمرتين
او ثلاث ثمار من الطماطم وقد اصبحت طرية . سأضعها
فى اسفل القفص ، ولن يراها احد ))
فى سوق الخضار استطاع الفلاح شوقى ان يبيع
الاقفاص كلها . وقد عاد فرحا بما حصل عليه من نقود .
فى الصباح ايقظ ابنه مجدى ، واعطاه مصروفه ، وتمنى
له النجاح ، قبل ان ينطلق مجدى فى طريقه المعتادة الى
المدرسة .
كان منصور احد المشترين لاقفاص الطماطم التى باعها
شوقى . يمتلك منصور مصنعا صغيرا لتحويل الطماطم
الى عجينة خاصة يضعها فى علب الصلصة وزجاجات
الكاتشب ، بعد ان يضيف اليها الملح والتوابل الخاصة
رأى منصور ان بعض الطماطم قد فسدت . كانت الطماطم الطرية قد اثرت بالسوء على الطماطم الاخرى وكان يجب
على منصور ان يرمى الطماطم ، لكنه رأى انه سيخسر مالا كثيرا فقال لنفسه :
(( لن يحدث شئ لو كانت بعض الطماطم طرية اكثر من اللازم سيضيع طعمها الفاسد وسط طعم الطماطم السليمة
الاكثر سأصنع بضاعتى واذهب بها الى مخبز فطائر البيتزا البيتزا تستهلك بسرعة ))
بعد ايام ، كان صاحب مصنع البيتزا اكتشف ان طعم الصلصة والكاتشب اقل وجودة مما تعود عليه الزبائن
ولخشيته ان تفسد الفطائر ، ارسل العمال عنده ليبيعوا الفطائر فى المطعم
والمدارس والملاعب المجاورة لم يستطع الفتى مجدى ابن الفلاح
شوقى ان يقاوم رغبته فى التهام فطيرة بيتزا ...
ولكن ! بعد نصف ساعة من تناول البيتزا ،
سقط مجدى متألما ممسكا ببطنه . كانت
معدته قد تأثرت بالكاتشب الفاسد
والصلصة المعطوبة . وقد استطاع
طبيب المدرسة ان يقوم بغسل
معدته ويطهرها من آثار البيتزا الفاسدة
جاء المحقق للمدرسة ، وقد
امسكوا ببائع البيتزا الذى
قادهم الى صاحب مصنع
الصلصة والكاتشب وقال
منصور صاحب المصنع ان
الفلاح شوقى هو السبب لانه
باعه الطماطم فاسدة وحين تم
التحقيق من الفلاح اعترف بخطئه
وقال للمحقق :
(( لقد عاقبنى الله ، سبحانه وتعالى ، فقد
اصاب التسمم ولدى الوحيد مجدى سامحونى ايها
الاخوة ))
