تشرق من اعماق التصور ، إلى اعلى شرفات الأمل ، نحو صفو التأملات الرابضة قرب بيارق عزمه الأخاذ ، تأخذ حياته أكثر من منعطف صباحاً ومساءاً ، أب روحي في مدرسة ابتدائية صباحاً ، إما في المساء يتحول المعلم والأب الروحي إلى (( اسكافي )) يعمد لمحله الذي لا يتجاوز عدة أمتار ، رغم قداسة مهنته الصباحية ،لم تكن كافية لتسد حاجياته ،في ظل ظروف احكمت ذلك البلد منذ عقود ، خصوصاً وهو أب لثلاث أولاد وابنتين ، يحاول جاهداً ان يجمع المبلغ الكبير ليقوم بمعالجة ابنه البكر بعدما اصابه مرض عجز اطباء البلد عنه ، لم يكن يومه مختلف كثيراً ، فهو يغادر المدرسة ويجلس لساعات يصلح احذية الناس ، اعياه التعب كثيراً ، قرر العودة الى منزله ، يقف قرب باب منزله ينتابه شعور غريب في عدم طرق الباب ، لحظات ما زال الصمت يعتريه ، اخيراً كسر حواجز الصمت وطرق الباب ، خرجت زوجته دامعة العينين .... ماذا هناك انه .. نوار .. ما به ؟؟
فارق الحياة ، يحتضن زوجته وهو يكفف دموعها ، الله ما قدر وكتب ،،حمد لله ، لا حول ولا قوة الا بالله ، لم تشاهد زوجها منذ زمن يذرف دموعه ،لكنه هذه المرة انفجر بالدموع ، عندما قالت : كنت ارغب وبشدة ان يكون نوار عضدي ورياحنة فؤادي ، ازفه بكحل عيون الدنيا ، وكأنّ ملاذ الدموع استجاب لوقع المصاب ، كانت كلماته تشهق بحسرة وتجسد عمق التضحية التي يبديها ، ختم انينه بذكر الله والثناء عليه ، ينتهي يوم اخر من المعاناة ، بانتظار صباح مشرق بنور الحياة .
بقلمي .. قصة حقيقية
الرئيسية
